انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة!

انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة!

جمعت طعامها وطعام أهلها من بقايا السندوتشات
طالبة أبكت مدرسيها!
انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة! انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة!
ماذا أكتب وماذا أقول هل أصرخ أم أبكي أم أكبت دموعي في داخلي علها تشفي ما بقلبي من ألم إنها قصة لا يتخيلها أحد، إنها طالبة تعيش في فقر شديد، إنسانة تحب الحياة وتعشق مدرستها بشكل جنوني.
تفتيش مفاجئ
قررت إدارة المدرسة في العاصمة صنعاء أن يكون هناك تفتيش مفاجئ للبنات داخل الفصول. طبعاً كان التفتيش عن كل ممنوع يدخل إلى المدرسة لأنها للعلم وليس للتسلية واللهو، كما قالت إحدى الإداريات في المدرسة كالجوالات ذات الكاميرا والصور والرسائل والمكياجات، وغيرها! وأخذت اللجنة تجوب الفصول الدراسية بكل ثقة، وتخرج من فصل لتدخل الآخر، وحقائب الطالبات مفتوحة أمامهن. 

طالبة منعزلة
كانت الحقائب خالية إلا من بعض الكتب والأقلام والأدوات المدرسية المعروفة! انتهى التفتيش تقريباً وبقي فصل واحد حيث كانت هذه الطالبة صاحبة القصة فماذا حصل؟ دخلت اللجنة إلى الفصل بكل ثقة كما هي العادة استأذنّ الطالبات في تفتيش حقائبهن! بدأ التفتيش، كان في طرف من أطراف الفصل طالبة تدعى سها كانت دائماً منعزلة وتعرف بأخلاقها وأدبها وحسن سلوكها، لا تحب الاختلاط ببقية الطالبات، وتغيب عن أنظارهن في الفسحة وكانت تحب الانزواء رغم إنها ذكية ومتقدمة دراسياً، كانت تنظر للجنة التفتيش بطرف كسير وعين حائرة، وكانت يدها على حقيبتها! كان نظر هذه الطالبة يشتد كلما اقترب منها الدور، تُرى ماذا كانت تخبئ داخل حقيبتها؟ ما هي إلا لحظات حتى وصلت إلى اللجنة تلك الطالبة.

لن تفتحوها
أمسكت بحقيبتها جيداً وكأنها تقول والله لن تفتحوها! وصل دورها، بدأت القصة أزيح الستار عن المشهد: افتحي الحقيبة يا سها. نظرت الطالبة بعين حزينة وهي صامتة إلى المفتشة، وقد ضمّت الحقيبة إلى صدرها. هاتِ الحقيبة يا ابنتي. رفضت وصرخت بقوة، لا. وبدأ النقاش الحاد: افتحي الحقيبة. لا. هاتي. لا. تُرى ما السر؟ وما السر وراء رفض الطالبة للتفتيش وماذا في هذه الحقيبة؟ بدأ العراك وتشابكت الأيدي، والحقيبة ما زالت تحت الحصار ولم يستطعن انتزاعها من بين يدي الطالبة التي كانت تضمها إلى صدرها بشكل جنوني وتوترت كثيراً وانفجرت باكية! دهشت الطالبات، اتسعت الأعين، وقفت المدرسات التي يعرفنها بأنها ذكية ومثابرة ومسكينة وليست فوضوية، وقفن مذهولات من هذا المنظر، وساد القاعة صمت عجيب، يا إلهي ماذا يحدث وما الشيء الذي داخل الحقيبة؟ وبعد مداولات اتفقت اللجنة على أخذ الطالبة سها وحقيبتها إلى إدارة المدرسة شرط ألا تغيب عن أعينهن لكيلا ترمي ما تخفيه وتتخلص منه في أي مكان، أخذوها وبحراسة مشددة من اللجنة والمدرسات وبعض الطالبات الفضوليات.

كشف المستور
دخلت الطالبة إلى مقر الإدارة، ودموعها تتصبّب كالمطر، وأخذت الطالبة تنظر في أعين الحاضرات نظرات مليئة بالحقد والغضب لأنهن سيفضحنها أمام الملأ، ونظراً لسلوكها المنضبط طيلة السنة، ولأنها لم تعرف بالمشاكسة ولا الفوضوية، أجلستها مديرة المدرسة وهدأت الموقف وطردت الطالبات الفضوليات وحاولت أن تعتذر للمدرسات وأخرجت عدداً منهن وأبقت اللجنة وبعض المدرسات فقط، هدأت هذه الطالبة المسكينة. فقالت المديرة ماذا تخبئين يا ابنتي؟ وهنا وفي لحظة مُرَّة 

عصيبة. فتحت الطالبة حقيبتها، يا إلهي ما هذا؟ ماذا تتوقعون؟ أحسنوا ظنكم السيئ، إنه لم يكن في تلك الحقيبة أي ممنوعات أو محرمات أو جوالات أو صور، لم يكن فيها إلا بقايا من الخبز السندوتشات نعم هذا هو الموجود، وبعد سؤال الطالبة عن هذا الخبز، قالت بعد أن تنهدت: هذا بقايا الخبز الذي يتبقى من الطالبات، إذ يبقى من السندوتش نصفه أو ربعه فأجمعه! وأفطر ببعضه وأحمل البقية إلى أهلي! نعم إلى أمي وأخواتي في البيت ليكون لهم الغداء والعشاء! إننا أسرة فقيرة ومعدمة، وليس لنا أحد ولم يسأل عنا أحد! وكان سبب منعي من فتح الحقيبة لكيلا أحرج أمام زميلاتي في الفصل وتبقى سيرتي على كل لسان في المدرسة ويمكن أن يتسبب هذا في عدم مواصلة دراستي إذا افتضحت. فعذراً على سوء الأدب معكن! في هذه الأثناء انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة! وأسدل الستار على هذا المشهد المؤلم الذي نتمنى جميعاً ألا نشاهده.


انفجر الجميع بالبكاء بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة!
4 / 5
Oleh